أنا:سلامو عليكو,عايز أطلع الدائرى لو سمحت.
هو:أنا رايح الدائرى,أوصفلك الطريق وتاخدنى فى سكتك؟
أنا(بتفكير سريع):طب تعالى.
تمت الصفقة بطريقة win win situation بمعنى أن كل أطراف الصفقة رابحون.
ركب السيارة-وسط حالة من القلق الشديد من جانبى- شاب أسمر نحيل شعره أسود وطويل يلبس نظارة طبية ,كاب رياضى,بنطلون جينز وقميص أبيض وتفوح رائحة العرق منه بعد يوم طويل.
هو:خليك عل الشمال حنمشى فى الطريق العكسى و حناخد أول يمين.
أنا:همم.
لم أكن مرتاحاً على الإطلاق أن يركب معى السيارة شخص غريب فى الحادية عشرة مساءاً على طريق المطار,ولكن لإستعجالى الشديد لحضور فرح أحد أصدقائى فى ميدان الرماية على مسافة 65 كم-كما علمت فيما بعد- فلم يكن هناك وقت للتفكير,فإكتفيت بقراءة القرآن فى سرى.
هو:خليك على الشمال,عشان نطلع الدائرى.
أنا:أوكى.
خطر ببالى أن أركن بجانب الطريق وأنزله من السيارة.
أنا:على فكرة أنا شغال فى البنزينة اللى حضرتك قابلتنى عندها.
أنا:والله!
الطريق الدائرى مرعب فى الظلام الدامس ممتلىء بعربات النقل الضخمة,والمكان المثالى لجريمة قتل أكون أنا بالطبع ضحيتها.
هو:على فكرة العربية دى عفشتها مش مِزَبَّطة,إسمع حضرتك كدة الصوت.
إبتدينا بقى الفَتى المصرى.
أنا(بسخرية):مش قادر تنسى إنت البنزينة.
هو(بإحراج):مش قصدى.
أنا(بضيق):وبعدين العربية لسة جديدة ماكملتشى 5 شهور.
هو(وقد أحس بنوع من الإهانة):على فكرة أنا معايا بكالوريوس هندسة.
أنا(وقد أحسست أنى أحرجته):قاهرة وللا عين شمس؟
هو:هندسة حلوان,قسم نظم ومعلومات.
أنا:برمجة يعنى.
هو:حاجة زى كدة بس أنا تخصصى فى تصنيع الفيروسات ومضاداتها.
قعد يشرحلى فكرة عن المجال بتاعه وأنواع الفيرسات وإن فيه أنواع خطيرة ممكن تضرب المونيتور بتاع الكمبيوتر وتجيبلك الشبكية إن فيه أنواع تانية بتعالى الكهربا فى الكيبورد بتاع الكمبيوتر فتكهربك.
أنا:ربنا يحفظنا,طب وإيه اللى شَغَّلك فى البنزينة؟
هو:مالقيتشى شغل,لفيت على واحد وعشرين شركة كمبيوتر ماسمعوش أساسا عل مجال بتاعى,تخيل حضرتك,بس وبعدين إشتغلت عند صاحب البنزينة فى سوبر ماركت وهو اللى خادنى أشتغل معاه فى البنزينة وبقالى 9 شهور فيها.
أنا:طب وبتقبض كام؟
هو:450ج,بالتيبس باقفلَّى 1000 ج كدة.
أنا:بس إنت مبسوط فى شغلانتك فى البنزينة دى؟
هو:قصدك تقول إنها شغلانة مش برستيج؟
أنا:والله مش قصدى,أنا ليىَّ ناس صحابى سافروا أمريكا إشتغلوا فى بنزينات,هناك الشغلانات دى مش عيب,بس ليه ماحاولتش تشتغل فى أى شركة كمبيوتر,أى حاجة لحد ما تيجى الفرصة وتشتغل فى مجالك؟
هو:أصل حرام الدراسة اللى ضيعت فيها 5 سنين و6 شهور من عمرى أنسى كل دا وأبعد عن مجالى وأشتغل فى حاجة تانية.
أنا:بس إنت كدة بعدت خالص.
هو:بس هى غلطتى من الأول,كان الدكتور يقوللنا مش حاتعرفوا تشتغلوا فى المجال دا,أمن الدولة والمخابرات حايقبضوا عليكو,يعنى وأنا قاعد دلوقتى فى العربية تبص ما تلاقينيش.
سرت فى جسدى قشعريرة على ذكر أمن الدولة.
أنا:أنا ماتعرفتش بإسمك؟!
هو:مجدى,وحضرتك؟
أنا:عاشت الأسامى يا مجدى,أنا أيمن.
لاينافس التلوث على الطريق الدائرى إلا كثرة المطبات.
أيمن:طب وزمايلك عملوا إيه؟
مجدى:إحنا كنا ستة فى مشروع التخرج,دلوقتى اللى شغال ساعى فى شركة كمبيوتر واللى شغال فى محل,عارف حضرتك كان معانا واحد فذ جايب إمتياز وكان المفروض يتعين معيد,تفتكر دلوقتى شغال إيه؟
أيمن:مش عارف.
مجدى:شغال فى ورشة عربيات ميكانيكى.
تذكرت قصة وكيل الوزارة اللى كان شغال على عربية فول وتم تحويله للشئون القانونية للجمع بين وظيفتين.
أيمن:وبتشوف لسة صحابك؟
مجدى:بنتجمع كل يوم جمعة كدة فى بيت واحد صاحبنا ونلعب عل كمبيوترعشان ماننساش اللى إتعلمناه,نزلنى هناك كدة على جنب.
كنا وصلنا للحتة اللى حاينزل عندها.
مجدى:بس إحنا متفقين أنا وصحابى نحوش 30000 ج ونأجر شقة ونجيب كدة كام جهاز كمبيوتر ونعمل شركة كمبيوتر.
يعنى ال30000 ج حايعملولك إيه فى الزمان دا يا عم مجدى,طيب ماتدفعهم فى مقدم فيلا فى القطامية هايتس أحسن.
أيمن:ربنا يوفقكو إن شاء الله.
مجدى:تعبتك معايا يا أستاز أيمن وصَدَّعتَك.
أبمن:ما تقولشى كدة.
خدت نمرة موبايله وإديته نمرتى ووعدته إنى ححاول أساعده إن شاء الله.
جريت ألحق الفرح ومش عارف إيه اللى فكرنى بقصيدة أحمد فؤاد نجم
آآآه يا زمان الخنا يا ماشى بالمعكوس
فيك أى شىء ينشرى وكل شىء بفلوس
حطيت عديم الرجا عل خايب المتعوس
خراب وحاكم أغا يا قهرة العارفين
نصحنى نائل صاحب مدونة فؤادة أن أستأذن مجدى فى النشر ولكن لإن موبايلى وقع بعدها بيومين وطارت كل النمر منه بما فيها رقم مجدى اللى كان عل موبايل تحت إسم virus magdy ورقم نائل كمان فققرت النشر فوراً.