Monday, September 17, 2007

أدخلوها بسلام آمنين

أكاد يغشى على من الرائحة النتنة التى تنبعث من التواليت,

الغريب أنه ليس تواليت الهايكستب أو مجمع التحرير,

بل مطار القاهرة,تحديداً صالة 2,

أول ما يقابله السائح ما إن تطأ قدماه أرض الكنانة,

حقاً إنها تحية مصرية خالصة!!!

ما إن أشم الرائحة العطنة حتى أتقهقر للوراء وألتفت,تطالعنى صورته الضخمة التى تملأ سماء المطار بقفاه المميز وإبتسامته الحكيمة وأتخيله وهو يخاطبنى قائلاَ:أعملكوا إيه ما إنتوا إللى بتكتروا؟

أسرع فى المشى محاولاَ اللحاق بسيارتى قبل أن تتكلبش, تطالعنى صورته مرة أخرى,ينظر إلى سيارتى المكلبشة ويبتسم بسخريته ويقول:أجيبلكوا فلوس منييين؟

أستشيط غضباً لرؤية الكلبش وأسأل الضابط بحنق:يعنى المفروض الواحد يركن فين؟

يجيب ببرود دون أن ينظر إلى:عندك باركن فى آخر الشارع.

أنظر للباركنج الذى يبعد عن صالة السفر بحوالى 500 متر وأدفع المخالفة عن يد وأنا صاغر.

أنطلق بالسيارة وأراه ينظر إلى ويبتسم نفس الإبتسامة.

بن لادن

صدق الله العظييييييييييم

ما إن إنتهى الشيخ محمود من التلاوة حتى إندفع المعزون القلائل للخروج من سرادق العزاء,تبعهم الشيخ محمود مسرعاً للحاق بموعده الأسبوعى مع الشيخ يس على المقهى واللذان لم يتخلفا عنه منذ ثلاثين سنة.

توجه الشيخ محمود نحو الراكن الهادىء من المقهى حيث جلس الشيخ يس يتابع باهتمام شديد أغنية للفنانة هيفاء وهبى,ما إن انتهت الأغنية حتى أحس الشيخ يس بوجود الشيخ محمود فسلم عليه ثم قال له ساخراً:تفتكر يا شيخ محمود هيفا وهبى دى حتدخل النار ولا الجنة؟

رد عليه الشيخ محمود بنفس السخرية:والله يا شيخ يس أنا مش فارق معايا هى حتروح فين,أهم حاجة رجلى على رجلها.

يقهقه الشيخان ضاحكين بصوت عالى

يأتى الواد بالشاى,يشرب الشيخان الشاى,ثم يخرج الشيخ يس من جيبه قرش حشيش قائلاً:جايبلك يا شيخ محمود المرة دى صنف أفغانى إسمه بن لادن مكسر الدنيا

الشيخ محمود:جزاك الله خيراً,طيب مش نلحق بقة نولع فى الشيخ أسامة قبل صلاة الفجر؟

يقهقه الشيخان ضاحكين بصوت عالى ثم ينصرفان آخذين معهما بن لادن تاركين ورائهما هيفا وهبى.

Sunday, July 22, 2007

مستر ماركوس:الإمتحانن مدته ساعتينن عبارة عنن 6 أسئلة,الأولل رايتينجج,التانى مالتيبلل تشويسس…..

خرجت الكلمات من فم أستاذ مرقص محددة,واضحة,نادراً ما تخطئها أذُناك,فهو يتفنن بنطقها بطريقة غريبة بالضغط على نهايات الكلمات بحيث تخرج من فمه وترشق فى طبلتى أذُناك.

الأستاذ مرقص أو مستر ماركوس كما طلب منا أن نناديه هو موظف إدارى فى الجامعة الأمريكية منذ نحو ثلاثين عاماً وظيفته هو شرح كيفية التعامل مع إمتحان التقييم-أو الEvaluation Test- الذى تحتاجه قبل البدء فى أى كورس,ظننته للوهلة الأولى دكتور فى الأنثروبولوجى من طريقة كلامه ولبسه وحقيبته السامسونايت المملوئة بالأوراق وأقلام الرصاص.

تقدم بعشرات الطلبات للهجرة إلى أمريكا وُرفضت كلها لأسباب غير معروفة.

تراه فى جروبى يومياً فى تمام السابعة صباحاً يتناول إفطاره اليومى ويشرب قهوته ويقرأ جريدة الأهرام فى عادة لم يقطعها منذ نحو 25 عاماً ويناديه العاملون هناك بالدكتور.

مستر ماركوس:السؤال الساتِت هو الكومبريهينشن وهو مكون من…….

ساتت إيه عم مرقص بس؟ ساتت دى هناك فى شبرا.

بدأت القصة عندما كنت أجلس مع إثنين من أصدقائى فى السابعة والنصف صباحاً فى أحد كافيهات المعادى المفتوحة التى تعمل 24 ساعة بعد يوم عمل طويل يبدأ فى العاشرة مساءاً وينتهى فى السابعة صباحاً فى كول سنتر إحدى شركات المحمول.

محمد:إمبارح كنت باشوف شقة فى زهراء المعادى وهمية,بس المتر اللى كان من ست شهور ب1400 دلوقتى لو عرفت تجيبو ب2000 تبقى راجل نجم.

أنا:العراقيين رفعوا أسعار الأراضى,الأمريكان فَشَخوهم هناك وطبعاً الحكومة إنتهزتها فُرصة عشان تبيع الأراضى وتِفشَخنا هنا.

سليمان(يأخذ نفس عميق من سيجارته):شقة إيه بس يا شقيق؟ أنا لو معايا فلوس الشقة حاعمل MBA وأهاجر على كندا بالباقى,البلد دى زبالة.

أنا:إيه أخبار دبلومة الماركيتينج إللى بتعملها صحيح يا سولومون؟

سليمان:مطحون يا مان والله,عَندى إمتحان كمان إسبوعين وفاضلى 3 تشابترز ولاد هِرمة ماتفَتَحوش.

محمد:مفيدة الدبلومة دى؟يعنى ضامن تشتغل بيها؟

سليمان:من ناحية مفيدة هى مفيدة طحن,بتعرفك الشغل ماشى إزاى بطريقة بروفيشونال,بس موضوع الشغل دا…..مش عارف ربنا يسهل.

محمد:طب على أساس إيه دفعت 20000 ج على حتة شهادة حتى لو جاية من أمريكا وفى الآخر مش مضمونة فى موضوع الشغل.

سليمان:يا مان مافيش حاجة مضمونة فى البلد دى,بس ما تضايقشى منى أحسن ما كل يوم نيجى هنا نشتم فى البلد والظروف والشغل ونقول لازم نعمل ونسَوِّى وفى الآخر ما نعملشى حاجة,عل أقل أكون قدام نفسى وقدام ربنا ما قصَّرتِش.

جاء الكابوتشينو والتشيز سالاد ساندوتش.

الويتر:أى أوردر تانى؟

محمد:قزازة مية صغيرة من فضلك.

أنا(وأنا أرشف الكابوتشينو):طب إيه الخطوة الجاية يا سولومون؟

سليمان(ينفث الدخان وهو ينظر فى السماء):أعمل إم بى إيه إن شاء الله.

أنا:بكام يا معلم؟

سليمان:والله فى الجامعة الأمريكية بحوالى 80 عمود.

أنا:يعنى عربية ماتريكس فول أوبشن.

سليمان:بالسواق يا شقيق.

محمد:طب ماتيجى يا أيمن نسأل على موضوع الدبلومة دى,بقالنا 6 شهور مترددين.

سليمان:آى ثينك النهاردة آخر يوم فى التقديم.

بعد دفع التشيك والتيبس المحترم إنطلقنا بالسيارة.

مستر ماركوس:دلوقتى إفتحوا ورقة الإجابة,السؤال الأول مدته تلت ساعة جودد لاكك.

إنتبهت على حرف الكاف الأخير بتاع مستر ماركوس,قرأت آية الكرسى,رفعت درجة تركيزى لأعلى مستواياتها,أُدعولى من فضلكوا فلم أنم منذ 48 ساعة وللحديث بقية…

Sunday, July 8, 2007

حادثة كل يوم

طاخخخخخ....

يصطدم الميكروباص ال ELTRAMCOبقوة بالسيارة الهيونداى من الخلف مهشماً الجزء الخلفى للسيارة ماحياً ملامحها الكورية.

ينزل سائق السيارة أ.محمد ساباً الدين لسائق الميكروباص ولراكبى الميكروباص ولأى مصرى يفكر أن يركب الميكروباص.

يمسك أ.محمد بتلابيب السائق ويهم أن يضربه حتى يتدخل راكبو الميكروباص ويهدئونه.

يقسم أ.محمد بأغلظ الأيمان أنه لن يهدأ حتى يصلح السائق السيارة,هنا يبدأ السائق لأول مرة فى البكاء والنحيب لاعناً الظروف التى جعلته يترك المدرسة ليعمل على الميكروباص ويخبط أ.محمد.

ترتفع كلاكسات السيارات فى الطريق المزدحم.

يبدأ راكبو الميكروباص فى معاتبة أ.محمد إزاى يقبل "عوض" من السائق المسكين وينصحونه أن يستغفر الله ويتوب لأن العوض بدعة إبتدعها أعداء الإسلام.

يتم الإتفاق على أن يَحِب سائق الميكروباص على راس أ.محمد ويعده أنه لن يخبطه مرة ثانية حتى يلاقى ربَّه.

تنتهى المشكلة ويذهب كل حى فى حاله.

Saturday, June 30, 2007

مجدى

أنا:سلامو عليكو,عايز أطلع الدائرى لو سمحت.

هو:أنا رايح الدائرى,أوصفلك الطريق وتاخدنى فى سكتك؟

أنا(بتفكير سريع):طب تعالى.

تمت الصفقة بطريقة win win situation بمعنى أن كل أطراف الصفقة رابحون.

ركب السيارة-وسط حالة من القلق الشديد من جانبى- شاب أسمر نحيل شعره أسود وطويل يلبس نظارة طبية ,كاب رياضى,بنطلون جينز وقميص أبيض وتفوح رائحة العرق منه بعد يوم طويل.

هو:خليك عل الشمال حنمشى فى الطريق العكسى و حناخد أول يمين.

أنا:همم.

لم أكن مرتاحاً على الإطلاق أن يركب معى السيارة شخص غريب فى الحادية عشرة مساءاً على طريق المطار,ولكن لإستعجالى الشديد لحضور فرح أحد أصدقائى فى ميدان الرماية على مسافة 65 كم-كما علمت فيما بعد- فلم يكن هناك وقت للتفكير,فإكتفيت بقراءة القرآن فى سرى.

هو:خليك على الشمال,عشان نطلع الدائرى.

أنا:أوكى.

خطر ببالى أن أركن بجانب الطريق وأنزله من السيارة.

أنا:على فكرة أنا شغال فى البنزينة اللى حضرتك قابلتنى عندها.

أنا:والله!

الطريق الدائرى مرعب فى الظلام الدامس ممتلىء بعربات النقل الضخمة,والمكان المثالى لجريمة قتل أكون أنا بالطبع ضحيتها.

هو:على فكرة العربية دى عفشتها مش مِزَبَّطة,إسمع حضرتك كدة الصوت.

إبتدينا بقى الفَتى المصرى.

أنا(بسخرية):مش قادر تنسى إنت البنزينة.

هو(بإحراج):مش قصدى.

أنا(بضيق):وبعدين العربية لسة جديدة ماكملتشى 5 شهور.

هو(وقد أحس بنوع من الإهانة):على فكرة أنا معايا بكالوريوس هندسة.

أنا(وقد أحسست أنى أحرجته):قاهرة وللا عين شمس؟

هو:هندسة حلوان,قسم نظم ومعلومات.

أنا:برمجة يعنى.

هو:حاجة زى كدة بس أنا تخصصى فى تصنيع الفيروسات ومضاداتها.

قعد يشرحلى فكرة عن المجال بتاعه وأنواع الفيرسات وإن فيه أنواع خطيرة ممكن تضرب المونيتور بتاع الكمبيوتر وتجيبلك الشبكية إن فيه أنواع تانية بتعالى الكهربا فى الكيبورد بتاع الكمبيوتر فتكهربك.

أنا:ربنا يحفظنا,طب وإيه اللى شَغَّلك فى البنزينة؟

هو:مالقيتشى شغل,لفيت على واحد وعشرين شركة كمبيوتر ماسمعوش أساسا عل مجال بتاعى,تخيل حضرتك,بس وبعدين إشتغلت عند صاحب البنزينة فى سوبر ماركت وهو اللى خادنى أشتغل معاه فى البنزينة وبقالى 9 شهور فيها.

أنا:طب وبتقبض كام؟

هو:450ج,بالتيبس باقفلَّى 1000 ج كدة.

أنا:بس إنت مبسوط فى شغلانتك فى البنزينة دى؟

هو:قصدك تقول إنها شغلانة مش برستيج؟

أنا:والله مش قصدى,أنا ليىَّ ناس صحابى سافروا أمريكا إشتغلوا فى بنزينات,هناك الشغلانات دى مش عيب,بس ليه ماحاولتش تشتغل فى أى شركة كمبيوتر,أى حاجة لحد ما تيجى الفرصة وتشتغل فى مجالك؟

هو:أصل حرام الدراسة اللى ضيعت فيها 5 سنين و6 شهور من عمرى أنسى كل دا وأبعد عن مجالى وأشتغل فى حاجة تانية.

أنا:بس إنت كدة بعدت خالص.

هو:بس هى غلطتى من الأول,كان الدكتور يقوللنا مش حاتعرفوا تشتغلوا فى المجال دا,أمن الدولة والمخابرات حايقبضوا عليكو,يعنى وأنا قاعد دلوقتى فى العربية تبص ما تلاقينيش.

سرت فى جسدى قشعريرة على ذكر أمن الدولة.

أنا:أنا ماتعرفتش بإسمك؟!

هو:مجدى,وحضرتك؟

أنا:عاشت الأسامى يا مجدى,أنا أيمن.

لاينافس التلوث على الطريق الدائرى إلا كثرة المطبات.

أيمن:طب وزمايلك عملوا إيه؟

مجدى:إحنا كنا ستة فى مشروع التخرج,دلوقتى اللى شغال ساعى فى شركة كمبيوتر واللى شغال فى محل,عارف حضرتك كان معانا واحد فذ جايب إمتياز وكان المفروض يتعين معيد,تفتكر دلوقتى شغال إيه؟

أيمن:مش عارف.

مجدى:شغال فى ورشة عربيات ميكانيكى.

تذكرت قصة وكيل الوزارة اللى كان شغال على عربية فول وتم تحويله للشئون القانونية للجمع بين وظيفتين.

أيمن:وبتشوف لسة صحابك؟

مجدى:بنتجمع كل يوم جمعة كدة فى بيت واحد صاحبنا ونلعب عل كمبيوترعشان ماننساش اللى إتعلمناه,نزلنى هناك كدة على جنب.

كنا وصلنا للحتة اللى حاينزل عندها.

مجدى:بس إحنا متفقين أنا وصحابى نحوش 30000 ج ونأجر شقة ونجيب كدة كام جهاز كمبيوتر ونعمل شركة كمبيوتر.

يعنى ال30000 ج حايعملولك إيه فى الزمان دا يا عم مجدى,طيب ماتدفعهم فى مقدم فيلا فى القطامية هايتس أحسن.

أيمن:ربنا يوفقكو إن شاء الله.

مجدى:تعبتك معايا يا أستاز أيمن وصَدَّعتَك.

أبمن:ما تقولشى كدة.

خدت نمرة موبايله وإديته نمرتى ووعدته إنى ححاول أساعده إن شاء الله.

جريت ألحق الفرح ومش عارف إيه اللى فكرنى بقصيدة أحمد فؤاد نجم

آآآه يا زمان الخنا يا ماشى بالمعكوس

فيك أى شىء ينشرى وكل شىء بفلوس

حطيت عديم الرجا عل خايب المتعوس

خراب وحاكم أغا يا قهرة العارفين



نصحنى نائل صاحب مدونة فؤادة أن أستأذن مجدى فى النشر ولكن لإن موبايلى وقع بعدها بيومين وطارت كل النمر منه بما فيها رقم مجدى اللى كان عل موبايل تحت إسم virus magdy ورقم نائل كمان فققرت النشر فوراً.

Monday, June 25, 2007

كوم أبو عِلاء

ما إن يدخل الأتوبيس السياحى من بوابة مطار القاهرة "الدولى" حتى ترتفع منه موسيقى فرقة حسب الله,يتوقف الأتوبيس أمام بوابة أقيمت خصيصاً لحجاج بيت الله "الحرام" عبارة عن شادر كشادر العزاء,تنزل راقصة شعبية من الأتوبيس ثم تتبعها الفرقة الموسيقية يتبعهم بشر كثيرون يلبسون جلاليب نظيفة جاءوا ليودعوا أبو عِلاء,ثم ينزل أبو عِلاء أو الحاج أبو عِلاء- كما سيلقب فيما بعد- فى ملابس الإحرام,أبو عِلاء هو أول حاج من مركز كوم ابو حمادة أوسيم محافظة الجيزة يفوز فى حج القرعة.

يسلم المودعون على أبو عِلاء ويسلمه كل واحد منهم ورقة صغيرة بالأمنيات التى ستتحقق بوقوفه على جبل عرفات,حتى الراقصة تسلمه ورقة تتمنى فيها أن تصبح بشهرة الفنانة فيفى عبده كى تطعم الفقراء فى رمضان وتحج لبيت الله الحرام.

يختفى أبو عِلاء فى بوابة الحجاج المكتظة ويرجع الأتوبيس لكوم الحاج أبو عِلاء أبو حمادة سابقاً.

Monday, June 18, 2007

مزاكرة إيه اللى فى الكافيه

الجرسون:سموكين وللا نان سموكين؟

أنا:ها؟!!
الجرسون:حضرتك بتدخن؟
أنا بإرتباك:الحقيقة آه,عايز سيجارة؟
ضحك الجرسون من سذاجتى,وشرح لى أنه إذا كنت مدخن فعلى الصعود للطابق الأعلى الخاص بالمدخنين.
الطابق الأعلى معبأ بالدخان,معظم الجالسين من الشباب تتراوح أعمارهم من سن ال18 حتى ال25,معظمهم يدخنون ومعهم كمبيوتراتهم المحمولة.
أغانى إديث بياف الفرنسية تسمع فى المكان.
إخترت ترابيزة هادئة بعيداً عن الجالسين تطل على الشارع.
جلست وفتحت كتاب اللغة الفرنسية وبدأت أقرأ,ماهى الإ دقائق حتى جائنى الجرسون وسألنى:حضرتك تحب تطلب حاجة؟
أنا:قزازة مية صغيرة.
الجرسون: بس؟
أنا:لأ ومعاها طفاية من فضلك بس تكون ساقعة,المية طبعاً.
إنصرف الجرسون لإحضار الطلب وتركنى لدقائق أخرى إستغرقت فى القراءة,المفروض أن عندى إمتحان فى المركز الثقافى الفرنسى غداً إذا إجتزته أكون قد أكملت ثلث مشوار تعلم اللغة الفرنسية والمشكلة أنى لم أقرأ حرفاً واحداً وإذا لم أجتاز الإختبار أكون قد رميت 520 جنيهاً فى الأرض.
جاء الجرسون ووضع زجاجة المياه وكوب فارغ به ثلج والطفاية.
الجرسون:حضرتك تحب تطلب حاجة تانية؟
أنا:شوية كدة.
الجرسون:أوكى.
كان الهدف من مجيئى هذا المكان هو الخروج من جو البيت ومن دوشة الماتشات التى يعشقها أبى,ولكن كان هناك هدف آخر هو أن أكمل قراءة 52 صفحة,طبعاً مضى عشر دقائق و أنا لم أكمل نصف الصفحة الأولى.
إستغرقت فى القراءة لبضع دقائق أخرى ثم جلس بجانبى شاب وفتاة يتحدثان بصوت عالى.
الشاب:والله يا دُندُن البنت اللى شفتيها معايا دى بنت خالتى.
دُندُن:ماتجبشى سيرتى على لسانك,هو أنا كل مرة يا أحمد أشوف واحدة معاك تقوللى عليها بنت خالتك,إنت عندك كام خالة بالزبط؟
أحمد:وحياتِك يا دُندُن دى بنت خالتى وبعدين دى زى أختى,إحنا الإتنين متربيين سوا,حتغيرى من أختى يا دُندُن؟
دُندُن:أغير من دى؟!!,هى أصصلاً ماتجيش جنبى حاجة,طيب ومين اللى ردت على إمبارح دى؟خالتك؟
أحمد بتمثيل:والله يا دُندُن أحلفلك بإيه إنى ما عرفشى مين اللى ردت عليكى وبعدين مانتى عارفة إن شبكة موبينيل بتخرف اليومين دول, يا دُندُن إنتى زالمانى إزاى.
دُندُن:سورى يا حمادة ما كنشى قصدى إنت عارف أنا بحبك قد إيه,وبعدين لازم يا حمادة تشتغل فى حتة كويسة,أنا فى عرسان بيكلموا مامى كل يوم علىَّ,لسة الإسبوع اللى.....
طبعاً إتخنقت من دُندُن وحمادة وشبكة موبينيل وقمت أدور على مكان تانى هادى,لقيت مكان طرى بجانب مُزتين بلاب توب شكلهم تجارة إنجليزى.
إصطادنى الجرسون وأنا أهم بالجلوس.
الجرسون بصوت عالى لافتاً نظر المُزتين: حضرتك مش حتطلب حاجة تانية غير المية.
أنا بقرف:عندك إيه؟
الجرسون:فى نسكافيه,كابتشينو,إكسبرسو,هوت تشوكليت,فرابتشينو...إلخ
أنا مقاطعاً:كابتشينو.
الجرسون:سمول,ميديام,لارج؟
أنا:سمول.
الجرسون:تحب حضرتك عليه فلافور إيه؟
أنا:نعم؟
الجرسون:تحب حضرتك عليه كراميل,هيزل نت.....إلخ
أنا:لا شكراً عايزه سادة.
الجرسون:تحب حضرتك تاكل معاه حاجة؟
أنا: لأ شكراً.
الجرسون: فى كاروت كيك حتعجب حضرتك أوى.
أنا: ماشى.
إنصرف الجرسون تاركنى فريسة للمُزتين.
المُزة1:إمبارح مامى قفشت علبة السجاير بتاعتى.
المُزة2:أو ماى جااااد وعملتى إييييه؟
المُزة1:قلتلها يا مامى ما كل البنات بتشرب سجاير.
المُزة2:هااا وبعدين؟
المُزة1:قالتلى إنها حتقول لبابى.
المُزة2:تفتكرى حاتقوله؟
المُزة1:مش عارف,بس بابى كوول أوى لو عرف حايجيبلى ولاعة هدية.
تضحك المزتان بخلاعة ثم ينشغلان بمشاهدة بعض المواقع على الكمبيوتر المحمول.
أستغرق لعشر دقائق فى المذاكرة ثم يأتى الجرسون بالكابوتشينو والكيك ويضعهم أمامى.
الجرسون:حضرتك وكيل نيابة؟
أنا:أيوة,إنت عرفت إزاى؟
الجرسون:من الختم اللى موجود فى ميدالية المفاتيح,أنا أمنية حياتى إنى أدخل النيابة.
أنا:إنت حقوق القاهرة وللا عين شمس؟
الجرسون: القاهرة,ومجموعى جيد جداً, كنت حابقى معيد بس يا خسارة
فرقت معايا على 3 درجات,بس الحمد لله برضه الشغلانة دى كويسة,يعنى المعيد دا بياخدله كام آخر الشهر,أنا مرتبى زائد التيبس حوالى 2000 جنيه.
أنا بضحك:دا إنت تشوفلى معاك شغلانة من بكرة.
الجرسون:بس برضه لسة حاموت على النيابة,ما تعرفشى حيطلبوا إمتى؟
أنا:أعتقد على الشهر الجاى,بس إنت تابع جرنال الأهرام وحتلاقى الإعلان إن شاء الله وربنا يوفقك.
الجرسون:شكراً أوى أنا ماعرفتش إسم حضرتك إيه.
أنا: أيمن.
الجرسون:وأنا مجدى,فرصة سعيدة يا أستاذ أيمن.
أيمن:وأنا أسعد يا مجدى.
إنصرف الجرسون,أغلقت الكتاب وإنهمكت فى شرب الكاروت كيك وأكل الكابوتشينو أو العكس مش فاكر,فكرت فى مجدى وكيف أنه سيصدم لأنه أكيد سيتم الإستعلام عنه وعن وظيفته كجرسون وبسبب الوظيفة سيتم إستبعاده,وكدة حيبقى مجدى ذاكر وتعب الأربع سنين عشان فى النهاية يطلع جرسون,راح زمن الغلابة خلاص يا عم مجدى وجاء زمن الكابوتشينو واللاب توب.
إقتنعت طبعاً إن الواحد مالوش غير بيته فدفعت الحساب وإنصرفت مسرعاً مصمماً على أنى لن أدخل ذلك المكان مرة أخرى إلا ومعى لاب توب من أحدث طراز.